languageFrançais

الاحتلال يعترف بأرض الصومال 'دولة مستقلة' وسط إدانات عربية

أعلن الاحتلال الجمعة اعترافه بـ'أرض الصومال' دولة مستقلة، في خطوة أثارت غضب مقديشو وموجة إدانات  عربية وإسلامية واسعة.

وأفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الكيان المحتل الصهيوني بنيامين نتانياهو بأن ''جمهورية أرض الصومال ''البالغة مساحتها 175 ألف كيلومتر مربع والواقعة على الطرف الشمالي الغربي للصومال، ''دولة مستقلة وذات سيادة''.

وفي اتصال عبر الفيديو مع ما وصفه بـ''رئيس أرض الصومال'' ويدعى عبد الرحمن محمد عبد الله عرو، أعرب الصهيوني عن ارتياحه  لـ''الصداقة'' التي رأى فيها ''فرصة جيدة لتوسيع الشراكة بينهما ولا سيما في المجالات الاقتصادية والزراعية''.

وأشار إلى أن ''هذا الإعلان يأتي بروح الاتفاقات الابراهيمية'' التي أُبرمت بين الاحتلال ودول عربية بوساطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.

لكن ترامب أعلن في مقابلة نشرت الجمعة مع صحيفة ''نيويورك بوست'' رفضه الاعتراف باستقلال أرض الصومال، متسائلا ''هل يعرف أحد ما هي أرض الصومال، حقا''.

أما عبد الرحمن محمد عبد الله عرو في تعليق عبر منصة إكس  رأى ''أنها لحظة تاريخية (…) ونرحب بحرارة باعتراف رئيس وزراء إسرائيل بجمهورية أرض الصومال ونؤكد استعداد أرض الصومال للانضمام إلى الاتفاقات الابراهيمية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل''.

رفض تام وإدانات..

وأثار الاعتراف غضب الصومال، إذ دانت وزارة الخارجية الصومالية الجمعة ''الهجوم المتعمد'' من جانب الاحتلال على سيادتها.

وقالت الوزارة في بيان ''إن الأعمال غير المشروعة من هذا القبيل تقوض بشكل خطير السلام والاستقرار الإقليميين، وتفاقم التوترات السياسية والأمنية''.

وفي هذا الإطار، أجرى وزير الخارجية الصومالي محادثات مع نظرائه في مصر وجيبوتي وتركيا.

وأوضح بيان لوزارة الخارجية المصرية أن الوزراء الأربعة أعربوا عن ''الرفض التام والإدانة'' لإعلان الاحتلال وشددوا ''على الدعم الكامل لوحدة الأراضي الصومالية وسيادتها وسلامتها''.

كذلك أكدوا ''الرفض الكامل لأي إجراءات أحادية من شأنها المساس بالسيادة الصومالية أو تقويض أسس الاستقرار'' في الصومال، معتبرين أن ''الاعتراف باستقلال أجزاء من أراضي الدول يُعد سابقة خطيرة وتهديدا للسلم والأمن الدوليين''.

وفي بيان منفصل، وصف مجلس التعاون الخليجي الاعتراف الإسرائيلي بأنه ''تجاوز خطير لمبادئ القانون الدولي، وانتهاك صريح لسيادة جمهورية الصومال الفدرالية ووحدة أراضيها''.

وشدد بأن هذا الاعتراف يمثل سابقة خطيرة من شأنها تقويض ركائز الاستقرار في منطقة القرن الإفريقي، وفتح الباب أمام مزيد من التوترات والنزاعات، بما يتعارض مع الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين في المنطقة.

وأعلن الاتحاد الإفريقي رفضه التام لأي اعتراف بسيادة ''أرض الصومال''، ودعا رئيسه محمود علي يوسف في بيان إلى احترام الحدود الإفريقية، محذرا من ''سابقة خطيرة تحمل عواقب بعيدة المدى تهدد السلام والاستقرار في جميع أنحاء القارة"".

أما منظمة التعاون الإسلامي فشددت ''على ضرورة الالتزام بمبادئ (…) ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، التي تنص جميعها على احترام سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية''.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن ''الخطوة الإسرائيلية'' ''انتهاك صريح لقواعد القانون الدولي، وتعد سافر على مبدأ وحدة الأراضي وسيادة الدول، الذي يُعدّ ركنا أساسيا فى ميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية''.

ورفضت السلطة الفلسطينية اعتراف إسرائيل بسيادة أرض الصومال.

وقالت الخارجية الفلسطينية في بيان إن ''إسرائيل كانت قد استخدمت اسم صومالي لاند كوجهة لتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني وخاصة من قطاع غزة''، محذرة من ''التواطؤ'' مع خطوة كهذه.

واعتبرت وزارة الخارجية التركية في بيان أن ''هذه الخطوة من إسرائيل التي تواصل سياستها التوسعية وتبذل كل ما في وسعها لمنع الاعتراف بدولة فلسطينية، تشكل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للصومال''.

share